
في ليلة دراماتيكية مليئة بالتقلبات العاطفية، ودع النادي الأهلي منافسات دوري أبطال إفريقيا بعد خسارته أمام ماميلودي صن داونز بهدف قاتل في الوقت المحتسب بدل الضائع، ليحسم الفريق الجنوب إفريقي تأهله إلى المباراة النهائية بفضل قاعدة الأهداف خارج الديار.
الشوط الأول شهد سيطرة واضحة للأهلي، حيث تمكن من فتح التسجيل في الدقيقة 24 عبر اللاعب طاهر محمد طاهر، الذي استغل تمريرة دقيقة من إمام عاشور ليسدد كرة قوية تخطت حارس صن داونز. ومع تقدم الفريق المصري، بدا أن الأمور تسير لصالحه، خاصة مع الأداء الدفاعي المنظم الذي حال دون وصول الضيوف إلى مناطق خطيرة أمام مرمى محمد الشناوي.
لكن المشهد اختلف تماماً في الشوط الثاني، حيث فرض صن داونز سيطرته الكاملة على مجريات اللعب، مستغلاً تراجع أداء الأهلي وانسحابه التدريجي إلى منطقته الدفاعية. كثف الفريق الزائر من هجماته، وتمكن أخيراً من تحقيق التعادل في الدقيقة 90 عبر كرة عرضية اصطدمت بالمدافع ياسر إبراهيم لتسكن الشباك بهدف دراماتيكي أثار جدلاً كبيراً حول ما إذا كانت هناك لمسة يد ساهمت في تسجيله.
التغييرات التكتيكية التي أجراها المدير الفني للأهلي، مارسيل كولر، كانت محل انتقاد واسع، خاصة بعد سحبه للاعبين الأكثر تأثيراً في المباراة، إمام عاشور وطاهر محمد طاهر، في وقت مبكر نسبياً، مما أضعف الهجوم وأعطى صن داونز فرصة أكبر للضغط. كما أن إدخال وسام أبو علي، الذي لم يكن في أفضل حالته البدنية، لم يحقق النتيجة المرجوة، بينما تأخر إشراك محمد مجدي "قفشة" رغم حاجة الفريق إلى لاعب يسيطر على وسط الملعب في اللحظات الحاسمة.
بعد المباراة، أعرب كولر عن خيبة أمله، مشيراً إلى أن فريقه لم يهزم في المباراتين لكنه خرج بسبب قاعدة الأهداف خارج الديار. وقال: "النتيجة خادعة، والهدف جاء في توقيت صعب، تعرض اللاعبون لصدمة ولم يتمكنوا من التعافي سريعاً". أما عن شائعات رحيله، فقد اكتفى بابتسامة غامضة رافضاً التعليق.
من جانبه، هنأ مدرب صن داونز، ميجيل كاردوزو، لاعبيه على الأداء الرائع، قائلاً: "كنا واثقين من قدرتنا على تحقيق نتيجة إيجابية هنا، حتى بعد استقبالنا للهدف. تصرفنا بذكاء في الشوط الثاني وزدنا من حدتنا الهجومية، وهذا ما قادنا إلى النجاح". وأضاف: "نحترم الأهلي كثيراً، لكننا نستحق التأهل بجدارة".
وبهذه النتيجة، يغيب الأهلي عن نهائي البطولة للمرة الأولى منذ 2020، بينما يواصل صن داونز مشواره نحو لقبه الأول في المسابقة، في انتظار تحديد منافسه الذي سيواجهه في المباراة النهائية.