
في ظل التكهنات الأخيرة التي انتشرت حول احتمال زيادة عدد اللاعبين الأجانب في دوري روشن السعودي، خرج اتحاد كرة القدم السعودي بتوضيح رسمي ينهي كل هذه الشائعات. أكد المتحدث الرسمي بدر بالعبيد عبر منصته على "إكس" أن النظام الحالي سيبقى كما هو دون أي تعديلات، حيث سيتم الاستمرار في العمل بلائحة تسمح بوجود ثمانية لاعبين أجانب في القائمة الأساسية لكل فريق، بالإضافة إلى ثنائي من المواهب الشابة من مواليد عام 2004.
هذا القرار يأتي في وقت حساس بالنسبة للأندية التي كانت تضع خططها الانتقالية للموسم الجديد، خاصة الكبار منها مثل الهلال والنصر والاتحاد الذين يمتلكون تشكيلات مكتظة بالنجوم الأجنبية. فبينما كانت بعض الأندية تأمل في زيادة عدد الأجانب إلى عشرة لاعبين لتوسيع خياراتها، وجدت نفسها الآن مضطرة لإعادة تقييم استراتيجياتها في سوق الانتقالات، مع التركيز أكثر على الجودة بدلاً من الكمية.
النظام الحالي الذي بدأ تطبيقه تدريجياً منذ عام 2018، حيث بدأ بسبعة لاعبين أجانب ثم زيد إلى ثمانية في 2021 قبل إضافة نظام الثنائي الموهوب في 2023، يهدف إلى تحقيق توازن دقيق بين جذب النجوم العالمية وتنمية المواهب المحلية. هذا النهج التدرجي يعكس رؤية اتحاد الكرة السعودي في الحفاظ على التنافسية في البطولة مع ضمان تطور الكرة المحلية.
مع اقتراب موعد انطلاق الموسم الجديد، أصبحت الأندية أمام تحد كبير في كيفية إدارة قوائمها الأجنبية المحدودة، خاصة تلك المشاركة في منافسات قارية مثل دوري أبطال آسيا حيث تختلف أنظمة التسجيل. كما أن مشاركة بعض الأندية في كأس السوبر السعودي المقرر في هونج كونج بين 19 و23 أغسطس تضيف بُعداً آخر لهذا التحدي التنظيمي.
في هذا السياق، يبدو أن قرار الإبقاء على النظام الحالي سيدفع الأندية إلى تبني استراتيجيات أكثر ذكاءً في سوق الانتقالات، مع التركيز على تعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف بأقل عدد ممكن من الصفقات الأجنبية. كما سيشكل حافزاً إضافياً للاستثمار في تطوير المواهب المحلية والاعتماد عليها أكثر في التشكيل الأساسي.
هذا القرار الذي قد يبدو للبعض أنه يقيد طموحات الأندية، يحمل في طياته رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء مستقبل أكثر استدامة للكرة السعودية، حيث يتم الجمع بين النجومية العالمية والهوية المحلية في بوتقة تنافسية متوازنة.