
في لحظة تاريخية لنادي برشلونة، أصبح المهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد ثاني لاعب من بلاده يلعب للفريق الأول منذ 100 عام، بعد الأسطورة غاري لينكر. هذا الانتقال الفريد يعيد للأذهان تاريخاً طويلاً من العلاقة بين النادي الكتالوني والمواهب الإنجليزية التي تركت بصمتها في مختلف العصور.
تعود جذور هذه العلاقة إلى سنوات التأسيس الأولى للنادي بين 1899 و1920، حيث شهدت الفترة مشاركة عدد من اللاعبين الإنجليز في مباريات ودية وتنظيمية. ومن أبرز هؤلاء آرنست ويتي أحد أوائل اللاعبين في تاريخ النادي، والمهاجم غوردون فرانك باستو، بالإضافة إلى جيمس ألبيرت إيكيس الذي سجل 6 أهداف في 15 مباراة، وتشارلز هيرفورد الذي شارك في لقاء واحد عام 1903.
لكن العصر الذهبي للوجود الإنجليزي في برشلونة كان مع عائلة والاس، حيث لعب تشارلز والاس 99 مباراة سجل خلالها 80 هدفاً بين 1908 و1911، بينما سجل شقيقه بيرسي 66 هدفاً في 70 مباراة فقط. هذه الأسماء بقيت محفورة في ذاكرة النادي رغم أن مشاركاتهم لم تكن في مباريات رسمية معتمدة.
في العصر الحديث، يبقى غاري لينكر أشهر لاعب إنجليزي ارتدى قميص البارسا، حيث انتقل من إيفرتون عام 1986 بتوصية من المدرب تيري فينابلز. خلال 3 مواسم، شارك لينكر في 139 مباراة رسمية وسجل 52 هدفاً، ليصبح أيقونة لا تنسى في كامب نو.
في السنوات الأخيرة، حاول ماركوس مكوين كسر هذه القاعدة عندما لعب للفريق الرديف بين 2018 و2020، لكنه لم يشارك سوى في مباراة ودية واحدة مع الفريق الأول. لذلك، يُعتبر راشفورد أول إنجليزي منذ لينكر ينضم للفريق الأول بشكل رسمي، مما يجعله حاملاً لراية تاريخية في مسيرة النادي العريق.
هذه الصفقة لا تمثل مجرد انتقال رياضي عادي، بل هي استعادة لعلاقة ثقافية وتاريخية بين برشلونة والكرة الإنجليزية، حيث سيكون جميع الأنظار متجهة نحو راشفورد ليرسم فصلاً جديداً في هذه السلسلة التاريخية التي بدأت قبل أكثر من قرن من الزمان.