
في قصة قد تبدو مستوحاة من أساطير كرة القدم، يقف نادي روما على أعتاب تحقيق إنجاز قد يفوق توقعات كل المحللين. فبعد أن كان الفريق يترنح في المركز الثاني عشر ويفصله عن منطقة الهبوط أربع نقاط فقط في نوفمبر الماضي، ها هو اليوم يحلم بدوري الأبطال بقيادة المدرب المخضرم كلاوديو رانييري.
عندما تولى "المدرب الجديد-القديم" مقاليد الأمور في منتصف نوفمبر 2024، كان الفريق يعاني من أسوأ أزماته. بداية رانييري لم تكن مثالية، حيث خسر مواجهتين كبيرتين أمام نابولي وأتالانتا دون تسجيل أي هدف، لكن التحول الحقيقي بدأ في ديسمبر عندما أطلق سلسلة من النتائج المذهلة.
الأرقام تتحدث:
13 انتصارًا في الدوري منذ بداية 2025
4 تعادلات فقط أمام فرق كبيرة (بولونيا، نابولي، يوفنتوس، لاتسيو)
10 مباريات نظيفة من أصل 19
8 انتصارات بنتيجة 1-0 تظهر البراغماتية الدفاعية
43 نقطة محققة في 2025 (أفضل رقم في الدوري الإيطالي)
المفارقة الأكثر إثارة أن روما يدين بفرصته الذهبية للتأهل لدوري الأبطال لعدوه التقليدي لاتسيو، بعدما سجل فيشينو هدفًا متأخرًا في شباك يوفنتوس. هذا الهدف فتح الباب أمام روما للصعود للمركز الرابع حالما يتغلب على أتالانتا في المواجهة المقبلة.
رانييري، الذي سبق وأدهش العالم بقيادته ليستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي، يبدو الآن على وشك كتابة فصل جديد من سجله الحافل بالإنجازات. في تصريحاته قبل المباراة الحاسمة، أكد المدرب الإيطالي: "النجاح الحقيقي هو أننا منحنا الأمل. رأى الجمهور أننا سنقاتل حتى النهاية".
رغم التحديات التي تنتظر روما في الجولات المتبقية (ميلان في الداخل وتورينو في الخارج)، فإن الفريق يحتاج لتسع نقاط فقط لضمان التأهل للبطولة القارية، بغض النظر عن نتائج المنافسين.
كما أشار رانييري، فإن مستقبل المشروع لن يتغير سواء تأهل الفريق لدوري الأبطال أم لا، لكن لا شك أن تحقيق هذه المعجزة سيكون تتويجًا لمسيرة استثنائية، تثبت مرة أخرى أن في كرة القدم، المستحيل مجرد رأي.