
لم تكن مجرد مباراة ودية عادية.. بل محطة مؤلمة في رحلة شاقّة يعيشها نادي ليفربول بعد الفاجعة التي ألمّت به بفقدان نجمه ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا في حادث سير مروّع قبل عشرة أيام. تحوّل ملعب ديبدايل مساء الأحد إلى مسرح للمشاعر الجياشة، حيث اجتمعت القلوب الحزينة تحت شعار واحد: "لن تسير وحدك أبداً".
انطلق الحفل التذكاري مع لحظة الصمت التي أخذت مكانها في الدقيقة الأولى، بينما ارتدى جميع اللاعبين شارات سوداء حداداً على روحَيْن غاليتَيْن. لم يكتفِ مشجعو بريستون نورث إند بالوقوف احتراماً، بل خصصوا غلاف برنامج المباراة لصورة جوتا وهو يرفع كأس الدوري الإنجليزي، فيما وضع قائد الفريق المضيف إكليلاً من الزهور كرمز للوفاء.
الأجواء بلغت ذروتها عند الدقيقة 20 - رقم جوتا القميص - عندما انطلقت الأغنية الخاصة به من حناجر 21,289 مشجعاً، استمرت لـ10 دقائق متواصلة من الترانيم والدموع. لم يتمالك محمد صلاح نفسه فانهمرت دموعه، بينما أشار كونور برادلي إلى السماء بعد تسجيله الهدف الأول، وكأنه يهديه لروح زميله.
قبل أيام، اتخذ ليفربول قراراً تاريخياً غير مسبوق: تعليق القميص رقم 20 إلى الأبد، كتكريم للنجم البرتغالي الذي ترك بصمة لا تمحى. قال مايكل إدواردز، الرئيس التنفيذي لكرة القدم:
"بهذه الخطوة نجعله خالداً.. لقد ارتدى الرقم بمحبة وشرف، وسيظل رقمنا 20 إلى الأبد"
كما ظهرت روت، زوجة جوتا، برفقة والديه في أنفيلد، حيث تركت رسالة مؤثرة على الجدار التذكاري الشهير، بينما تتواصل حملات الفنّانين لإنجاز جداريات ضخمة تخليداً لذكراه، تمولها تبرعات تجاوزت 26 ألف جنيه إسترليني.
عبر آرني سلوت عن عمق الأزمة التي يعيشها الفريق بقوله:
"حين تلعب لهذا النادي، تدرك أن الفوز ليس كل شيء.. ما فعله مشجعونا خلال هذه المأساة لا يُوصف. جوتا كان بطلاً في كل شيء: لعائلته، لوطنه، ولنا"
رغم الفوز 3-1 بأهداف من برادلي وداروين نونيز - الذي احتفل برقصة "بيبي شارك" التي اشتهر بها جوتا - وكودي جاكبو، ظل الحدث الرياضي ثانوياً أمام وطأة الفقد. الفريق بدأ رحلة شفاء طويلة، لكن شيئاً واحداً مؤكداً: روح الرقم 20 سترافق ليفربول في كل خطوة على الطريق.