
تُطوى اليوم واحدة من أكثر قصص الصمود إلهاماً في عالم كرة القدم السعودية، حيث يهمّ النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو بتوديع نادي الأهلي متوجهاً إلى نادي السد القطري، بعد رحلة مليئة بالمنعطفات الحادة بين اليأس والأمل، والفشل والانتصار.
وصل فيرمينو إلى جدة صيف 2023 محملاً بأحلام جماهير الأهلي، بعد مسيرة ناجحة مع ليفربول الإنجليزي. لكن القدر كان يخبئ له ضربة قاسية بوفاة والده في سبتمبر من نفس العام، الأمر الذي ألقى بظلاله على أدائه حيث عانى من جفاف تهديفي استمر لـ13 مباراة متتالية.
سرعان ما تحول الحماس الأولي إلى تشكيك إعلامي وجماهيري، خصوصاً بعد خسارته مكانه الأساسي في التشكيلة، ثم استبعاده نهائياً من قائمة الدوري المحلي بسبب الحد الأقصى للاعبين الأجانب.
في منعطف دراماتيكي، قررت إدارة الأهلي إبقاءه ضمن القائمة الآسيوية، وهو القرار الذي غير مسار الأحداث. انفجرت موهبة البرازيلي في دوري أبطال آسيا، حيث قاد الفريق إلى المجد القاري بتسجيله 13 هدفاً حاسماً، محققاً اللقب التاريخي الأول للأهلي في البطولة.
لم تكن الأهداف هي كل شيء، بل القيادة الهادئة والروح القتالية التي أعادت كتابة سيرته في النادي، محولة إياه من "صفقة فاشلة" إلى "بطل قاري" في عيون الجماهير.
خلال 65 مباراة مع الأهلي، سجل فيرمينو 21 هدفاً وصنع 17 آخرين، أرقام قد تبدو متواضعة بالنسبة لسجله في ليفربول، لكنها لا تعكس:
13 هدفاً آسيوياً أنقذت موسم الفريق
القيادة غير الرسمية في غرفة الملابس
التأثير المعنوي على زملائه في أصعب اللحظات
مع اقتراب انتقاله إلى السد، يترك فيرمينو إرثاً فريداً في جدة:
أول لقب آسيوي في تاريخ النادي
قصة إنسانية عن الصمود بعد المأساة
درس في الاحترافية كيف يعيد النجم بناء نفسه
ربما لم يكن فيرمينو الهداف القاتل الذي توقعه الجميع، لكنه بالتأكيد أصبح جزءاً من أسطورة الأهلي، حيث أثبت أن البطولات الحقيقية لا تُقاس بالأهداف فقط، بل بالقلوب التي يفتحها، والقصص التي يرويها.
اليوم، بينما يستعد لارتداء قميص السد، تبقى حكايته في الدوري السعودي تذكرة بأن النجوم الحقيقية لا تنطفئ.. بل تتوهج من جديد عندما يحين وقتها.