
شهد عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة صعوداً لافتاً لمدربين جدد استطاعوا فرض أنفسهم بقوة، ومن أبرزهم الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي تحوّل من لاعبٍ شبه مجهول في الدوري الإنجليزي إلى مدربٍ يتوج بلقب كأس العالم للأندية مع تشيلسي، متفوقاً حتى على أستاذه بيب غوارديولا، الذي خرج من البطولة مبكراً أمام الهلال السعودي.
وصل ماريسكا إلى تشيلسي خلفاً للأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، بعدما أظهر كفاءة تدريبية عالية مع ليستر سيتي، حيث قاد الثعالب للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد تتويجه بلقب دوري البطولة الإنجليزية (تشامبيونشيب).
انطلقت مسيرة ماريسكا الكروية من أكاديمية كالياري الإيطالية، قبل أن ينتقل في سن الـ18 إلى وست بروميتش ألبيون في إنجلترا، رغم عدم إتقانه اللغة الإنجليزية آنذاك. وقال في إحدى المقابلات:
"الانتقال من إيطاليا إلى إنجلترا، وتحديداً إلى برمنغهام، كان تحديًا كبيرًا. واجهت صعوبات في التأقلم، لكنني تعلمت بسرعة وتجاوزت كل العقبات."
بعد موسمين فقط، انتقل إلى يوفنتوس في صفقة قياسية بقيمة 4.5 مليون جنيه إسترليني، حيث تدرب تحت قيادة اثنين من عمالقة التدريب، كارلو أنشيلوتي ومارشيلو ليبي، اللذين تركا تأثيراً كبيراً على فلسفته التدريبية.
بعد اعتزاله اللعب في 2017، بدأ ماريسكا مسيرته التدريبية من بوابة مانشستر سيتي، حيث تولى تدريب فريق تحت 23 سنة وقاده للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2.
ثم أصبح مساعداً لغوارديولا، وهي التجربة التي شكلت منعطفاً حاسماً في مسيرته، حيث قال:
"بيب يعرف أنني أردت أن أصبح مدرباً، وكان يشجعني دائماً. تعلمت منه أكثر مما كنت أتخيل."
عندما غادر بوتشيتينو تشيلسي بعد خلافات مع الإدارة، وجد النادي في ماريسكا الخيار الأمثل لقيادة المشروع الجديد. ولم يخيّب المدرب الإيطالي الظن، حيث قاد الفريق إلى المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، ثم كأس المؤتمر الأوروبي، قبل أن يُتوج بلقب كأس العالم للأندية بعد انتصاره على مانشستر سيتي.
بهذا الإنجاز، أثبت ماريسكا أنه واحد من أكثر المدربين الواعدين في أوروبا، وقصة صعوده تبقى مثالاً على أن المثابرة والتعلم من الأفضل يمكن أن يقودا إلى القمة.