
في أعقاب الهزيمة غير المتوقعة للاتحاد أمام الفتح (2-0)، اشتعلت ساحة النقاش حول ظاهرة مثيرة للجدل في الدوري السعودي: الحصانة غير المعلنة التي يتمتع بها نجوم الفرق الكبرى أمام النقد، مقارنة بالهجوم الشرس الذي يتعرض له اللاعبون الأقل شهرة عند الإخفاق.
إخفاق العميد يُكشف ازدواجية المعايير
سقط عملاق جدة في فخ الهزيمة على ملعب الأمير عبدالله بن جلوي، حيث أظهر الفتح تفوقًا تكتيكيًا واضحًا. لكن ما أثار الجدل أكثر من النتيجة نفسها كان توزيع الانتقادات بعد المباراة. الإعلامي فهد الروقي أثار القضية بقوة عبر منشور له على "إكس"، مشيرًا إلى أن "النجوم الكبار يتهربون من المحاسبة بينما يتحمل اللاعبون الثانويون وطأة اللوم".
بلان يفضح أداء لاعبيه
لم يتردد المدرب الفرنسي لوران بلان في توجيه سهام النقد مباشرة إلى نجوم فريقه، واصفًا أداءهم بأنه "دون المستوى بكامل المقاييس". تصريحاته الصريحة كشفت أن الفريق فشل جماعيًا وفرديًا، وأن بعض الأسماء الكبيرة لم تقدم المستوى المتوقع منها في المواقف الحاسمة.
ثنائي تحت المجهر
تركزت الأضواء بشكل خاص على أداء كل من فواز الصقور وحارس المرمى محمد المحاسنة، اللذين تعرضا لموجة انتقادات حادة رغم أن الإخفاق كان جماعيًا. هذه الحالة أعادت إلى السطح إشكالية قديمة في الدوري السعودي: التركيز الانتقائي على بعض اللاعبين وإعفاء آخرين من المسؤولية بحكم مكانتهم.
تداعيات على صدارة الدوري
مع تقلص الفارق بين الاتحاد والهلال إلى 4 نقاط فقط، أصبح كل خطأ في المرحلة المتبقية من الموسم قد يكون قاتلاً. الفريق الجدةوي ينتظر اختبارًا صعبًا أمام الاتفاق في الجولة القادمة، في مباراة ستحتاج إلى أكثر من مجرد رد فعل، بل إلى مراجعة شاملة لآليات التعامل مع الأزمات داخل الفريق.
هذه الحادثة لم تعد مجرد نقاش عن مباراة واحدة، بل تحولت إلى اختبار حقيقي لمدى نضج البيئة الكروية السعودية في التعامل مع الإخفاقات، وإلى أي حد يمكن تطبيق معايير المحاسبة المهنية بعيدًا عن الاعتبارات الشخصية أو الشعبية.