يشهد نادي الهلال تحولاً استثنائياً في بنيته الدفاعية، حيث يقترب من إعلان صفقة مدوّية بضم النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز، ظهير ميلان الأيسر، بمبلغ خيالي يقدر بـ25 مليون يورو. هذه الصفقة تأتي لتعزيز خط دفاع أصبح الأغلى في تاريخ الكرة السعودية، بعد استثمارات هائلة في هذا القطاع خلال الموسمين الماضيين.
وبحسب مصادر موثوقة، فإن هيرنانديز سيوقع عقداً لمدة ثلاث سنوات بقيمة إجمالية تصل إلى 60 مليون يورو، لينضم إلى ثنائي مميز في نفس المركز يتكون من متعب الحربي (27 مليون يورو) والبرازيلي رينان لودي (20 مليون يورو). وبذلك يرتفع إجمالي إنفاق النادي على الجانب الأيسر فقط إلى 70 مليون يورو (303 مليون ريال)، وهو رقم يفوق بكثير القيمة السوقية لثمانية أندية في دوري روشن مجتمعة.
المفارقة الصادمة تكمن في أن هذه المبالغ الطائلة التي أنفقت على ثلاثة لاعبين في مركز واحد فقط، تتجاوز القيمة السوقية لأندية النجمة (2.8 مليون يورو)، الحزم (4.3 مليون)، الأخدود (4.8 مليون)، الخليج (6.4 مليون)، ضمك (7.7 مليون)، الرياض (8.6 مليون)، الخلود (9.5 مليون)، والفيحاء (11.5 مليون يورو).
جاءت هذه الصفقة في توقيت استثنائي، حيث قام الاتحاد السعودي لكرة القدم بفتح باب القيد مبكراً في 3 يوليو بدلاً من 17 يوليو، وذلك لتمكين الهلال من تسجيل المهاجم عبدالرزاق حمد الله استعداداً لمونديال الأندية. هذه الخطوة تبرز الأهمية الاستراتيجية التي يوليها الاتحاد لأداء الأندية السعودية في المحافل الدولية.
يُعتبر هذا الإنفاق الضخم جزءاً من استراتيجية طموحة لإدارة الهلال لبناء فريق قادر على المنافسة بقوة على جميع الأصعدة، حيث تحولت الجبهة اليسرى للفريق من نقطة ضعف إلى قلعة منيعة بوجود ثلاثة نجوم عالميين في هذا المركز. هذا التوجه يعكس رؤية جديدة في الكرة السعودية، حيث لم تعد الأندية تكتفي بالتعاقدات التقليدية، بل تسعى لبناء تشكيلات تضاهي كبرى الأندية الأوروبية من حيث القوة والعمق.
مع اقتراب الإعلان الرسمي عن الصفقة، يتساءل المراقبون عن الخطوة التالية للهلال في سوق الانتقالات، خاصة مع وجود ميزانية ضخمة تسمح بمزيد من الصفقات الكبيرة. ما هو مؤكد أن النادي الأزرق يعيد تعريف معايير القوة في الدوري السعودي، ويضع معايير جديدة للتنافس بين الأندية المحلية.
