
ما زالت أصداء الصفعة القاسية التي تلقاها نادي الهلال السعودي في مواجهة فلومينينسي البرازيلي (2-1) في ربع نهائي كأس العالم للأندية تتردد بقوة، حيث تحولت مشاعر الحزن إلى موجة غضب عارمة تجاه الحكم الهولندي داني ماكيلي، الذي اتهمه الجمهور السعودي بالتآمر المتعمد ضد "الزعيم".
المشهد الأبرز جاء مع رفض الحكم الهولندي احتساب ركلتي جزاء واضحتين لصالح الهلال وفقاً لتحليل خبراء التحكيم الدوليين، ما أعاد للأذهان كابوس الحكم الياباني نيشيمورا في نهائي آسيا 2014 ضد سيدني. ولم يتردد الجمهور في منح ماكيلي لقب "نيشيمورا الهولندي"، في إشارة إلى التشابه الصارخ بين الحالتين من حيث "الظلم التحكيمي" كما يصفونه.
تصاعدت حدة الاتهامات مع تداول ناشطين سعوديين لمقاطع مصورة مزعومة لاجتماع سري جمع الحكم مع ممثلي شركات مراهنات ومسؤولين في الفيفا قبل المباراة، في إطار ما وصفوه بـ"عقاب الهلال" على إقصاء مانشستر سيتي الذي تسبب في خسائر مالية كبيرة لهذه الجهات. هذه الادعاءات - وإن كانت غير مؤكدة رسمياً - أضفت بُعداً جديداً على الجدل، حيث أشارت بعض المصادر الإعلامية العربية إلى وجود "أجندة مسبقة" لضمان خروج النادي السعودي.
من جانبه، لم يصدر أي رد رسمي من الفيفا على هذه الاتهامات، بينما اكتفى اتحاد الكرة السعودي بتسجيل اعتراض رسمي على أداء الحكم. أما جماهير الهلال فقد توحدت تحت وسم #الهلال_ظلم_في_المونديال، معبرة عن صدمتها من "الخروج غير المستحق" رغم الأداء المشرف للفريق الذي سيطر على مجريات اللقاء لوقت طويل.
في خلفية الصورة، يعيد هذا الجدل طرح تساؤلات كبيرة حول نزاهة التحكيم في البطولات الدولية، خاصة مع تكرر سيناريو "الظلم" ضد الأندية العربية في محطات حاسمة. كما يفتح الباب أمام حوار واسع عن مدى تأثير العوامل الاقتصادية على القرارات التحكيمية في عالم كرة القدم الاحترافية.
يُذكر أن هذه الخسارة جاءت بعد أداء مميز للهلال في البطولة، حيث كان الإقصاء المفاجئ لمانشستر سيتي الإنجليزي قد أثار آمال الجماهير في تحقيق إنجاز تاريخي، قبل أن تنقلب الأمور بشكل مثير للجدل في المواجهة البرازيلية.
تبقى هذه الحادثة جرحاً جديداً في سجل الهلال القاري، وتطرح علامات استفهام كبيرة عن مستقبل مشاركات الأندية العربية في البطولات الدولية، وسط مخاوف من استمرار "المعايير المزدوجة" في التعامل معها تحكيمياً.